قال فضرب الزمان ضربانه فالتقى خالد بن جعفر بن كلاب وزهير بن جذيمة العبسي .
فقال خالد لزهير أما آن لك أن تشتفي وتكف قال الأصمعي يعني مما قتل بشأس قال فأغلظ له زهير وحقره .
قال الأصمعي وأخبرني طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب أن ذلك الكلام بينهما كان بعكاظ عند قريش .
فلما حقره زهير وسبه قال خالد عسى إن كان يتهدده ثم قال اللهم أمكن يدي هذه الشقراء القصيرة من عنق زهير بن جذيمة ثم أعني عليه .
فقال زهير اللهم أمكن يدي هذه البيضاء الطويلة من عنق خالد ثم خل بيننا .
فقالت قريش هلكت والله يا زهير فقال إنكم والله الذين لا علم لكم .
قال الأصمعي ثم نرجع إلى حديث العبسيين والعامريين وبعضه من حديث أبي عمرو بن العلاء .
قال فجاء أخو امرأة زهير وكانت امرأته فاطمة بنت الشريد السلمية وهي أم قيس بن زهير وكان زهير قد أساء إليهم في شيء فجاء أخوها إلى بني عامر فقال هل لكم في زهير بن جذيمة ينتج إبله ليس معه أحد غير أخيه أسيد بن جذيمة وعبد راع لإبله وجئتكم من عنده وهذا لبن حلبوه لي .
فذاقوه فإذا هو ليس بحازر فعلموا أنه قريب .
فخرج حندج بن البكاء وخالد بن جعفر ومعاوية بن عبادة بن عقيل ليس على أحدهم درع غير خالد كانت عليه درع أعاره إياها عمرو بن يربوع الغنوي وكانت درع ابن الأجلح المرادي كان قتله فأخذها منه وكان يقال لها ذات الأزمة .
وإنما سميت بذلك لأنها كانت لها عرى تعلق فضولها بها إذا أراد أن يشمرها .
قال فطلعوا .
فقال أسيد بن جذيمة قال الأصمعي وكان أسيد شيخا كبيرا وكان كثير شعر الوجه والجسد أتيت ورب الكعبة .
فقال زهير