عجوز من هوازن بسمن في نحي واعتذرت إليه وشكت السنين التي تتابعن على الناس .
فذاقه فلم يرض طعمه فدعها بقوس في يده عطل في صدرها فاستلقت لحلاوة القفا فبدت عورتها فغضبت من ذلك هوازن وحقدت عليه إلى ما كان في صدرها من الغيظ والدمن وأوحرها من الحسك .
قال وقد أمرت عامر بن صعصعة يومئذ فآلى خالد بن جعفر فقال والله لأجعلن ذراعي وراء عنقه حتى أقتل أو يقتل .
قال وفي ذلك يقول خالد بن جعفر بن كلاب .
( أدِيروني إدارتَكم فإنِّي ... وحَذْفةَ كالشّجَا تحت الوَرِيدِ ) .
( مُقرَّبةٌ أُسَوِّيها بجَزْءٍ ... وأَلْحَفُها رِدائي في الجَلِيدِ ) .
( وأُوصِي الرّاعِيَيْن ليُؤْثِراها ... لها لَبَنُ الخَلِيّةِ والصَّعُودِ ) .
( تراها في الغزاةِ وهنّ شُعْثٌ ... كقُلْبِ العاجِ في الرُّسْغ الجديدِ ) .
( يَبِيتُ رِباطُها بالليل كَفِّي ... على عُود الحشيش وغير عود ) .
( لعل اللَّه يُمْكِنني عليها ... جِهاراً من زُهَيْرٍ أو أَسِيدِ )