قالوا النابغة يا أمير المؤمنين قال فأيكم الذي يقول .
( فإِنَّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكِي ... وإن خلتُ أَن المنتأى عنك واسعُ ) .
( خَطَاطِيفُ حُجْنٌ في حبالٍ مَتِيْنةٍ ... تَمُدّ بها أيدٍ إليك نوازع ) .
قالوا النابغة .
قال فأيكم الذي يقول .
( الى ابن مُحَرِّقٍ أعملتُ نفسي ... وراحلتي وقد هَدَتِ العيونُ ) .
( أتيتُك عارياً خَلَقاً ثِيَابي ... على خَوْفٍ تُظَنُّ بِيَ الظُّنونُ ) .
( فألفيْتُ الأمانة لم تَحُنْها ... كذلك كان نُوحٌ لا يخون ) .
قالوا النابغة يا أمير المؤمنين .
قال هذا أشعر شعرائكم .
قال ثم أقبل على الأخطل فقال أتحب أن لك قياضا بشعرك شعر أحد من العرب أو تحب أنك قلته قال لا والله يا أمير المؤمنين إلا أني وددت أن كنت قلت أبياتا قالها رجل منا كان والله ما علمت مغدف القناع قليل السماع قصير الذراع .
قال وما قال فأنشد قصيدته .
( إنّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أيُّها الطَّلَلُ ... وإن بَلِيتَ وإن طالت بكَ الطِّيَلُ ) .
( ليس الجديدُ به تبقَى بَشَاشتُه ... إِلاَّ قليلاً ولا ذو خُلَّةٍ يصلُ ) .
( والعيشُ لا عيشَ إلاَّ ما تَقَرُّ به ... عينٌ ولا حالَ إِلاَّ سوف تنتقل ) .
( إِن تَرْجِعي من أبي عثمانَ مُنْجِحةً ... فقد يَهُون على المُسْتَنْجِح العمل ) .
( والناسُ مَنْ يَلْقَ خيراً قائلون له ... ما يشتهي ولأُِمِّ المخطىء الهَبَلُ ) .
( قد يُدْرِكُ المُتَأنِّي بعضَ حاجتِه ... وقد يكون مع المستعجِلِ الزلل )