بخراسان وعنده بنو مرة وجلساؤه من الناس فتذاكروا شعر النابغة حتى أنشدوا قوله .
( فإِنَّك كاللّيل الذي هو مدركِي ... وإن خلتُ أَنّ المنتأى عنك واسع ) .
فقال شيخ من بني مرة ما الذي رأى في النعمان حيث يقول له هذا وهل كان النعمان إلا على منظرة من مناظر الحيرة وقالت ذلك القيسية فأكثروا .
فنظر إلي الجنيد وقال يا أبا خالد لا يهولنك قول هؤلاء الأعاريض فأقسم بالله أن لو عاينوا من النعمان ما عاين صاحبهم لقالوا أكثر مما قال ولكنهم قالوا ما تسمع وهم آمنون .
كان الشعراء يحتكمون إليه .
أخبرني حبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو بكر العليمي قال حدثني عبد الملك بن قريب قال .
كان يضرب للنابغة قبة من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها .
قال وأول من أنشده الأعشى ثم حسان بن ثابت ثم أنشدته الشعراء ثم أنشدته الخنساء بنت عمرو بن الشريد