( فمن يكُ خائفاً لأذاة قولِي ... فقد أمِنَ الهجاءَ بنو حَرامِ ) .
( همُ قادوا سفيهَهْمُ وخافوا ... قلائدَ مثلَ أطواق الحمَام ) .
أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلام قال حدثني الحكم بن محمد قال كان رجل من قضاعة ثم من بني القين على السند وفي حبسه رجل يقال له حبيش أو خنيس وطالت غيبته عن أهله فأتت أمه قبر غالب بكاظمة فأقامت عليه حتى علم الفرزدق بمكانها ثم إنها أتت فطلبت إليه في أمر ابنها فكتب إلى تميم القضاعي .
( هَب لي خُنَيْساً واتّخذْ فيه منّةً ... لُغصَّة أُمٍّ ما يَسوغ شرابُها ) .
( أَتَتْني فعاذت يا تميمُ بغالبٍ ... وبالحفرة السَّافي عليه ترابها ) .
( تميمُ بنَ زيد لا تكونَنَّ حاجتي ... بظهرٍ فلا يخفَى عليَّ جوابُها ) .
فلما أتاه الكتاب لم يدر أخنيس أم حبيش فأطلقهما جميعا .
أخبرني أبو خليفة قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثني أبو يحيى الضبي قال ضرب مكاتب لبني منقر خيما على قبر غالب فقدم الناس على الفرزدق فأخبروه أنهم رأوا بناء على قبر غالب أبيه ثم قدم عليه وهو بالمربد فقال .
( بقبرِ ابن ليلى غالب عُذْتُ بعدما ... خشيتُ الرّدَى أَو أَن أُردَّ على قسر ) .
( فخاطبني قبرُ ابن ليلى وقال لي ... فَكَاكُك أن تَلْقَى الفرزدقَ بالمِصْر ) .
فقال له الفرزدق صدق أبي أنخ أنخ ثم طاف في الناس حتى جمع كتابته وفضلا