بعضها من بعض أن النوار لما حضرها الموت أوصت الفرزدق وهو ابن عمها أن يصلي عليها الحسن البصري فأخبره الفرزدق فقال إذا فرغتم منها فأعلمني وأخرجت وجاءها الحسن وسبقهما الناس فانتظروهما فأقبلا والناس ينتظرون فقال الحسن ما للناس فقال ينتظرون خير الناس وشر الناس فقال إني لست بخيرههم ولست بشرهم وقال له الحسن على قبرها ما أعددت لهذا المضجع فقال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة .
هذا لفظ محمد بن سلام .
وقال وكيع في خبره فتشاغل الفرزدق بدفنها وجلس الحسن يعظ الناس فما فرغ الفرزدق وقف على حلقة الحسن وقال .
( لقد خاب من أولاد آدمَ مَنْ مَشَى ... إلى النار مغلولَ القِلادةِ أزرقا ) .
( أخاف وراءَ القبر إن لم يُعافِني ... أشدَّ من القبر التهابا وأضيقا ) .
( إذا جاءني يومَ القيامة قائدٌ ... عَنِيفٌ وسَوَّاقٌ يَقُود الفرزدقا ) .
أخبرنا أحمد قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا حيان بن هلال قال حدثنا خالد بن الحر قال .
رأيت الحسن في جنازة أبي رجاء العطاردي فقال للفرزدق ما أعددت لهذا اليوم فقال شهادة أن لا إله إلا الله منذ بضع وتسعين سنة قال إذا تنجو إن صدقت .
قال وقال الفرزدق في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس فقال الحسن لست بخير الناس ولست بشرهم