عن الأصمعي قال .
كان لأبي حنيفة جار بالكوفة يغني فكان إذا انصرف وقد سكر يغني في غرفته ويسمع أبو حنيفة غناءه فيعجبه وكان كثيرا ما يغني .
( أَضَاعُونِي وأيَّ فتًى أضاعُوا ... ليومِ كَرِيهةٍ وسِدَادِ ثَغْرِ ) .
فلقيه العسس ليلة فأخذوه وحبس ففقد أبو حنيفة صوته تلك الليلة فسأل عنه من عد فأخبر فدعا بسواده وطويلته فلبسهما وركب إلى عيسى بن موسى فقال له إن لي جارا أخذه عسسك البارحة فحبس وما علمت منه إلا خيرا فقال عيسى سلموا إلى أبي حنيفة كل ما أخذه العسس البارحة فأطلقوا جميعا فلما خرج الفتى دعا به أبو حنيفة وقال له سرا ألست كنت تغني يا فتى كل ليلة .
( أضَاعُونِي وأيَّ فَتًى أَضَاعُوا ... ) .
فهل أضعناك قال لا والله أيها القاضي ولكن أحسنت وتكرمت أحسن الله جزاءك قال فعد إلى ما كنت تغنيه فإني كنت آنس به ولم أر به بأسا قال أفعل