أخبرني عبد الله بن مالك عن محمد بن موسى عن العتبي قال .
لما مات وكيع بن أبي سود أقبل الفرزدق حين أخرج وعليه قميص أسود وقد شقه إلى سرته وهو يقول .
( فمات ولم يوتر وما من قبيلة ... من الناس إلا قد أباءت على وتر ) .
( وإنّ الذي لاقى وكيعاً وناله ... تناول صِدّيق النبيّ أبا بكر ) .
قال فعلق الناس الشعر فجعلوا ينشدونه حتى دفن وتركوا الاستغفار له .
ميميته المشهورة في مدح زين العابدين .
أخبرنا عبد الله بن علي بن الحسن الهاشمي عن حيان بن علي العنزي عن مجالد عن الشعبي قال .
حج الفرزدق بعد ما كبر وقد أتت له سبعون سنة وكان هشام بن عبد الملك قد حج في ذلك العام فرأى علي بن الحسين في غمار الناس في الطواف فقال من هذا الشاب الذي تبرق أسرة وجهه كأنه مرآة صينية تتراءى فيها عذارى الحي وجوهها فقالوا هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم فقال الفرزدق .
( هذا الذي تَعرِف البطحاءُ وطأتَه ... والبَيْتُ يَعْرِفه والحِلُّ والحرمُ ) .
( هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهم ... هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلَمُ ) .
( هذا ابنُ فاطمةٍ إن كنتَ جاهله ... بجدِّه أنبياءُ الله قد خُتِموا )