كذلك لم أقل هذا فقال له الفرزدق من أنت لا أم لك قال رجل من الأنصار ثم من بني النجار ثم أنا ابن أبي بكر بن حزم بلغني أنك تزعم أنك أشعر العرب وتزعمه مضر وقد قال شاعرنا حسان بن ثابت شعرا فأردت أن اعرضه عليك وأؤجلك سنة فإن قلت مثله فأنت أشعر العرب كما قيل وإلا فأنت منتحل كذاب ثم أنشده .
( ألم تسألِ الربّع الجديدَ التكلُّما ... ) .
حتى بلغ إلى قوله .
( وأبقى لنا مَرُّ الحروب ورزؤُها ... سيوفاً وأدراعاً وجمّاً عرمرما ) .
( متى ما تُرِدْنا من مَعدٍّ عِصابةٌ ... وغسانَ نمنعْ حوضنا أن يُهدَّما ) .
( لنا حاضر فعْمٌ وبادٍ كأنه ... شماريخُ رَضْوَى عِزةً وتكرُّما ) .
( أبى فِعلُنَا المعروفَ أن ننطق الخنا ... وقائلُنا بالعُرف إلا تَكلُّما ) .
( بكل فتىً عاري الأشاجع لاحَه ... قِراعُ الكماة يرشح المِسكَ والدّما ) .
( ولدنا بني العنقاء وابنَيْ محرِّقٍ ... فأكرم بذا خالاً وأكرم بذا ابْنما ) .
( يُسَوِّدُ ذا المالِ القليل إذا بدت ... مروءتُه فينا وإن كان مُعدِما ) .
( وإنا لنَقْرِي الضيفَ إن جاء طارقاً ... من الشحم ما أمسى صحيحا مُسلَّما ) .
( لنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعَن بالضّحى ... وأسيافُنا يقطُرن من نجدةٍ دمَا ) .
فأنشده القصيدة وهي نيف وثلاثون بيتا وقال له قد أجلتك في