خوفا منه فلما خرج الفرزدق خرج مروان في أثره فقال لم ترض أن نكون قعودا حتى جعلتنا قياما في قولك .
( قِياماً ينظرون إلى سعيد ... كأنهمُ يرون به هلالا ) .
فقال له يا أبا عبد الملك إنك من بينهم صافن فحقد عليه مروان ذلك ولم تطل الأيام حتى عزل سعيد وولي مروان فلم يجد على الفرزدق متقدما حتى قال قصيدته التي قال فيها .
( هما دَلّتاني من ثمانين قامة ... كما انقضَّ باز أقتمُ الريش كاسرُهْ ) .
( فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا ... أخيٌّ يُرجَّى أم قتيلٌ نُحاذره ) .
( فقلت ارفعا الأمراسَ لا يشعروا بنا ... وأقبلت في أعقاب ليل أبادره ) .
( أبارد بوابين لم يشعروا بنا ... وأحمرَ من ساجٍ تلُوح مسامره ) .
فقال له مروان أتقول هذا بين أزواج رسول الله اخرج عن المدينة فذلك قول جرير .
( تدلَّيتَ تزني من ثمانينَ قامةً ... وقَصَّرت عن باع الندى والمكارم ) .
أخبرنا ابن دريد قال أخبرنا الرياشي عن محمد بن سلام قال .
خبر آخر في مدحه سعيدا .
دخل الفرزدق المدينة هاربا من زياد وعليها سعيد بن العاص بن أمية