قال ابن سلام وحدثني عبد القاهر قال .
مر الفرزدق بمجلسنا مجلس بني حرام ومعنا عنبسة مولى عثمان بن عفان فقال يا أبا فراس متى تذهب إلى الآخرة قال وما حاجتك إلى ذاك يا أخي قال أكتب معك إلى ابي قال أنا لا أذهب إلى حيث أبوك أبوك في النار اكتب إليه مع ريالويه واصطقانوس .
أخبرني الحسن بن يحيى عن حماد عن أبيه قال أخبرني مخبر عن خالد بن كلثوم الكلبي قال .
مررت بالفرزدق وقد كنت دونت شيئا من شعره وشعر جرير وبلغه ذلك فاستجلسني فجلست إليه وعذت بالله من شره وجعلت أحدثه حديث أبيه وأذكر له ما يعجبه ثم قلت له إني لأذكر يوم لقبك بالفرزدق قال وأي يوم قلت مررت به وأنت صبي فقال له بعض من كان يجالسه كأن ابنك هذا الفرزدق دهقان الحيرة في تيهه وأبهته فسماك بذلك فأعجبه هذا القول وجعل يستعيد ثم قال أنشدني بعض أشعار ابن المراغة في فجعلت أنشده حتى انتهيت ثم قال فأنشد نقائضها التي أجبته بها فقلت ما أحفظها فقال يا خالد أتحفظ ما قاله في ولا تحفظ تفائضه والله لأهجون كلبا هجاء يتصل عاره بأعقابها إلى يوم القيامة إن لم تقم حتى تكتب نقائضها أو تحفظها وتنشدنيها فقلت أفعل فلزمته شهرا حتى حفظت نقائضها وأنشدته إياها خوفا من شره