والإسلام وعلي منها ألف بعير فأديت من ذلك سبعمائة فقال له إن الإسلام أمر بالوفاء ونهى عن الغدر فقال حسبي حسبي ووفى بها .
وروي أنه إنما قال هذا القول لعمر بن الخطاب وقد وفد إليه في خلافته .
وكان صعصعة شاعرا وهو الذي يقول أنشدنيه محمد بن يحيى له .
( إذا المرء عادى من يودُّك صدرُه ... وكان لمن عاداك خِدْناً مُصافيَا ) .
( فلا تسأَلنْ عما لديه فإنّه ... هو الداءُ لا يخفى بذلك خافيا ) .
أبوه هو أعطى تميم وبكر .
أخبرني محمد بن يحيى عن محمد بن زكريا عن عبد الله بن الضحاك عن الهيثم بن عدي عن عوانة قال .
تراهن نفر من كلب ثلاثة على أن يختاروا من تميم وبكر نفرا ليسائلوهم فأيهم أعطى ولم يسألهم عن نسبهم من هم فهو أفضلهم فاختار كل رجل منهم رجلا والذين اختيروا عمير بن السليك بن قيس بن مسعود الشيباني وطلبة بن قيس بن عاصم المنقري وغالب بن صعصعة المجاشعي أبو الفرزدق فأتوا ابن السليك فسألوه مائة ناقة فقال من أنتم فانصرفوا عنه .
ثم أتوا طلبة بن قيس فقال لهم مثل قول الشيباني فأتوا غالبا فسألوه فأعطاهم مائة ناقة وراعيها ولم يسألهم من هم فساروا بها ليلة ثم ردوها وأخذ صاحب غالب الرهن وفي ذلك يقول الفرزدق