انحدر إليكن رجل فإنه ابن عمكن فأطعمنه وادهن رأسه .
وفي قبة السيد ابنتان له فسألهما من أنتما فأخبرتاه وأطعمتاه ثم انصرف فلما راح أبوهما أخبرتاه فقال أحسنتما إلى ابن عمكما فجعل ينحدر اليهما حتى اطمأن وغسلتا رأسه وفلتاه ودهنتاه فقال الشيخ لابنتيه أفلياه ولا تدهناه إذا أتاكما هذه المرة واعقدا خصل لمته إذا نعس رويدا بخمل القطيفة .
ثم إذا شددنا عليه فاقلبا القطيفة على وجهه وخذا أنتما بشعره من ورائه فمدا به إليكما ففعلتا واجتمع له أصحابه فكروا إلى رحالهم قبل الوقت الذي كانوا يأتونها وشدوا عليه فربطوه فدفعوه إلى عثمان بن حيان فقتله فقالت بنت بهدل ترثيه .
( فيَا ضَيْعةَ الفِتيانِ إِذ يَعِتلونه ... ببطن الشّرى مثل الفنيق المسدّم ) .
( دعَا دعوة لما أَتى أرضَ مالك ... ومن لا يُجَبْ عند الحفيظة يُسلِم ) .
( أما كان في قيسٍ من ابن حفيظة ... من القوم طَلاَّبِ التِّرَات غَشمْشم ) .
( فيقتُل جَبراً بامرئٍ لم يكن به ... بواءً ولكِنْ لا تكَايُلَ بالدم ) .
وكان دعا يا لمالك لينتزعوه فلم يجبه أحد .
تساجل هو والكميت بن معروف .
قال ولما قال عبد الرحمن بن دارة ابن عم سالم بن دارة هذه القصيدة