النساء لأن يتبعنهم إذا نزلوا واتخذوا لحياض للإبل فأمر أبو جندب أخاه جنادة وقال له اسرح مع نعم القوم .
ثم توقف وتأخر حتى تمر عليك النعم كلها وأنت في آخرها سارح بإبلك واتركها متفرقة في المرعى فإذا غابوا عنك فاجمع إبلك واطردها نحو أرضنا وموعدك نجد ألوذثنية في طريق بلاده وقال لامرأته أم زنباع وهي من بني كلب بن عوف اظعني وتمكثي حتى تخرج آخر ظعينة من النساء .
ثم توجهي فموعدك ثنية يدعان من جانب النخلة وأخذ أبو جندب دلوه وورده مع الرجال فاتخذ القوم الحياض واتخذ أبو جندب حوضا فملأه ماء ثم قعد عنده فمرت به إبل ثم إبل فكلما وردت إبل سأل عن إبله فيقولون قد بلغت تركناها بالضجن .
ثم قدمت النساء كلما قدمت ظعينة سألها عن أهله فيقولون بلغتك تركناها تظعن حتى إذا ورد آخر النعم أتخر الظعن قال والله لقد حبس أهلي حابس أبصر يا فلان حتى أستأنس أهلي وإبلي وطرح دلوه على الحوض .
ثم ولى حتى أدرك القوم بحيث وعدهم فقال أبو جندب في ذلك .
( أقول لأُمِّ زِنْبَاعٍ أَقِيمي ... صُدورَ العِيسِ شطرَ بني تميم ) .
( وغَرَّبْتُ الدّعَاءَ وأَيْنَ منَّي ... أُناسٌ بين مرَّ وذي يَدومِ ) .
غربت الدعاء دعوت من بعيد .
( وَحَيٍّ بالمناقب قد حمُوْها ... لدى قُرَّانَ حتى بطنِ ضِيمِ )