له أرحنا اقبضه منا فقال إني أريد أن أعتمر فاحبسوه حتى أرجع فإن هلكت فلأم ما أنتم هذه لغة هذيل يقولون إم بالكسر ولا يستعملون الضم وإن عشت فسوف ترون أمري وولى ذاهبا نحو الحرم فدعا عليه رجال من هذيل وقالوا اللهم لا ترده فخرج فقدم مكة فواعد كل خليع وفاتك في الحرم أن يأتوه يوم كذا وكذا فيصيب بهم قومه فخرج صادرا حتى أخذته الذبحة في جانب الحرم فمات قبل أن يرجع فكان ذلك خبره .
خبر أخيه زهير .
قالوا واما زهير بن مرة فخرج معتمرا قد جعل على جسده من لحاء الحرم حتى ورد ذات الأقير من نعمان فبينا هو يسقي إبلا له إذ ورد عليه قوم من ثمالة فقتلوه فله يقول أبو خراش وقد انبعث يغزو ثمالة ويغير عليهم حتى قتل منهم بأخيه أهل دارين أي حلتين من ثمالة .
( خذوا ذلكم بالصّلْحِ إني رأيتكُمُ ... قتلتم زُهيرا وهو مهْدٍ ومُهْمِل ) .
مهد أي أهدى هديا للكعبة .
ومهمل قد أهمل إبله في مراعيها .
( قتلتم فتى لا يفجُرُ الله عامداً ... ولا يجتويه جارُه عامَ يُمْحِل ) .
ولهم يقول أبو خراش .
( إنّي امرؤٌ أَسْاَلُ كيما أعلَما ... مَنْ شَرُّ رهْطٍ يَشْهَدُون الموسِمَا )