قالت لي تحفة جارية عريب كانت عريب تجد في رأسها بردا فكانت تغلف شعرها مكان العلة بستين مثقالا مسكا وعنبرا وتغسله من جمعة إلى جمعة فإذا غسلته أعادته وتتقسم الجواري غسالة رأسها بالقوارير وما تسرحه منه بالميزان .
حدثني أحمد بن جعفر جحظة عن علي بن يحيى المنجم قال .
دخلت يوما على عريب مسلما عليها فلما اطمأننت جالسا هطلت السماء بمطر عظيم فقالت أقم عندي اليوم حتى أغنيك أنا وجواري وابعث إلي من أحببت من إخوانك فأمرت بدوابي فردت وجلسنا نتحدث فسألتني عن خبرنا بالأمس في مجلس الخليفة ومن كان يغنينا وأي شيء استحسنا من الغناء فأخبرتها أن صوت الخليفة كان لحنا صنعه بنان من الماخوري فقالت وما هو فأخبرتها أنه .
صوت .
( تُجافِي ثم تَنطَبِقُ ... جفونٌ حَشوُها الأرقُ ) .
( وذي كَلَفٍ بكى جَزَعاً ... وسَفْرُ القوم مُنطلِقُ ) .
( به قَلَقٌ يُمَلْمِلُه ... وكان وما به قَلَقُ ) .
( جوانحُهُ على خَطَرٍ ... بِنارِ الشَّوق تَحترِقُ ) .
فوجهت رسولا إلى بنان فحضر من وقته وقد بلته السماء فأمرت بخلع فاخرة فخلعت عليه وقدم له طعام فاخر فأكل وجلس يشرب معنا وسألته عن الصوت فغناها إياه فأخذت دواة ورقعة وكتبت فيها .
( أجاب الوابِلُ الغَدِقُ ... وصاح النّرجس الغَرقُ )