خبر البحتري وقد كان أسكت ومات من تلك العلة فأخبرته بوفاته وأنه مات في تلك السكتة فقال ويحه رمي في أحسنه .
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني محمد بن علي الأنباري قال .
سمعت البحتري يقول أنشدني أبو تمام يوما لنفسه .
( وسابحٍ هطل التَّعداء هَتّان ... على الجراء أمِينٍ غير خوَّانِ ) .
( أظْمى الفصُوصِ ولم تظمأ قوائِمهُ ... فخلِّ عينيك في ظمآنَ رَيّانِ ) .
( فلو تراه مُشِيحا والحصى زِيَمٌ ... بين السّنابك من مثنًى وؤُحدان ) .
( أيقنتَ إنْ لم تثَبَّتْ أنّ حافَره ... من صَخْر تَدْمُر أو من وَجْه عثمان ) .
ثم قال لي ما هذا الشعر قلت لا أدري قال هذا هو المستطرد أو قال الاستطراد .
قلت وما معنى ذلك قال يريك أنه يريد وصف الفرس وهو يريد هجاء عثمان وقد فعل البحتري ذلك فقال في صفة الفرس .
( ما إن يَعافُ قَذًى ولو أوردتَه ... يوماً خلائقَ حَمْدَوَيْهِ الأَحول ) .
وكان حمدويه الأحول عدوا لمحمد بن علي القمي الممتدح بهذه القصيدة فهجاه في عرض مدحه محمدا .
والله أعلم