وحجبها وهي أم ابنه النعمان بن المنذر فقال النابغة الذبياني يذكر ذلك .
( قد خادعوا حُلماً عن حرّة خَرِدٍ ... حتى تبطَّنها الخدّاع ذو الحُلُمِ ) .
قال ثم مات المنذر بن المنذر فتزوجها بعده النعمان بن المنذر ابنه وكان قصيرا دميما أبرش وكان ممن يجالسه ويشرب معه النابغة الذبياني وكان جميلا عفيفا والمنخل اليشكري وكان جميلا وكان يتهم بالمتجردة .
فأما النابغة فإن النعمان أمره بوصفها فقال قصيدته التي أولها .
( مِن آل ميّةَ رائح أو مغتدي ... عجلانَ ذا زاد وغيرَ مزوَّد ) .
ووصفها فأفحش فقال .
( وإذا طعنتَ طعنتَ في مستهدِفٍ ... رابي المَجسّة بالعَبير مُقَرمَدِ ) .
( وإذا نزعتَ نزعتَ عن مستحصِفٍ ... نزع الحَزَوّر بالرشاء المحصَدِ ) .
فغار المنخل من ذلك وقال هذه صفة معاين فهم النعمان بقتل النابغة حتى هرب منه وخلا المنخل بمجالسته وكان يهوى المتجردة وتهواه وقد ولدت للنعمان غلامين جميلين يشبهان المنخل وكانت العرب تقول إنهما منه .
فخرج النعمان لبعض غزواته قال ابن الأعرابي بل خرج متصيدا فبعثت المتجردة إلى المنخل فأدخلته قبتها وجعلا يشربان فأخذت خلخالها وجعلته في رجله وأسدلت شعرها فشدت خلخالها إلى خلخاله الذي في رجله من شدة إعجابها به و .
دخل النعمان بعقب ذلك فرآها