كان المعتز يشرب على بستان مملوء من النمام وبين النمام شقائق النعمان فدخل إليه يونس بن بغا وعليه قباء أخضر فقال المعتز .
صوت .
( شبّهْتُ حُمرةَ خدّه في ثوبه ... بشقائق النُّعمان في النَّمّامِ ) .
ثم قال أجيزوا فابتدر بنان المغني وكان ربما عبث بالبيت بعد البيت فقال .
( والقَدُّ منه إذا بدا في قَرْطَقٍ ... كالغصن في لِينٍ وحسن قَوامِ ) .
فقال له المعتز فغن فيه الآن فعمل فيه لحنا لحن بنان في هذين البيتين من خفيف الثقيل الثاني وهو الماخوري .
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني محمد بن يحيى بن أبي عباد قال حدثني عمر بن محمد بن عبد الملك قال شرب المعتز ويونس بن بغا بين يديه يسقيه والجلساء والمغنون بين يديه وقد أعد الخلع والجوائز إذ دخل بغا فقال يا أمير المؤمنين والدة عبدك يونس في الموت وهي تحب أن تراه فأذن له فخرج وفتر المعتز ونعس بعده وقام الجلساء وتفرق المغنون إلى أن صليت المغرب وعاد المعتز إلى مجلسه ودخل يونس وبين يديه الشموع فلما رآه المعتز دعا برطل فشربه وسقى يونس رطلا وغناه المغنون وعاد المجلس أحسن ما كان فقال المعتز .
صوت .
( تَغِيبُ فلا أَفْرَحُ ... فليْتَك ما تَبْرَحُ )