ولم يصرح لأن الوليد حلف إن هو هجاه أسرجه وألجمه وحمله على ظهره فلم يصرح بهجائه .
أخبرني أبو خليفة إجازة قال حدثنا محمد بن سلام قال أخبرني أبو الغراف قال دخل جرير على الوليد بن عبد الملك وهو خليفة وعنده عدي بن الرقاع العاملي فقال الوليد لجرير أتعرف هذا قال لا يا أمير المؤمنين فقال الوليد هذا عدي بن الرقاع فقال جرير فشر الثياب الرقاع قال ممن هو قال العاملي فقال جرير هي التي يقول فيها الله D ( عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ) ثم قال .
( يُقَصِّر باعُ العامليِّ عن النَّدَى ... ولكنَّ أَيْرَ العماملِّي طويلُ ) .
فقال له عدي بن الرقاع .
( أَأُمُّكَ كانت أخبرتْك بطُوله ... أَمَ أنت امرؤٌ لم تَدْرِ كيف تقول ) .
فقال لا بل أدري كيف أقول فوثب العاملي إلى رجل الوليد فقبلها وقال أجرني منه فقال الوليد لجرير لئن شتمته لأسرجنك ولألجمنك حتى يركبك فيعيرك الشعراء بذلك فكنى جرير عن اسمه فقال .
( إني إذا الشاعر المغرورُ حرّبني ... جارٌ لقبرٍ على مَرَّانَ مَرْمُوس ) .
( قد كان أشْوَسَ آباءٍ فورَّثنا ... شَغْباً على الناس في أبنائه الشَّوس )