وصنع لحنه في سأذكر سربا طال ما كنت فيهم أمرني وعلويه وعريب أن نعارض صنعته فيهما ففعلنا واجتهدنا ثم غنيناه فضحك فقال أمنا معكم أن نجد من يبغض إلينا صنعتنا كما بغض إسحاق إلينا أيا منشر الموتى قال حماد هذا آخر لحن صنعه أبي يعني الذي عارض به لحن الواثق في أيا منشر الموتى .
أخبرني جحظة قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه قال دخلت يوما إلى الواثق وهو مصطبح فقال لي غنني يا إسحاق بحياتي عليك صوتا غريبا لم أسمعه منك حتى أسر به بقية يومي فكأن الله أنساني الغناء كله إلا هذا الصوت .
( يا دارُ إن كان البِلَى قد مَحَاكْ ... فإنه يُعْجبني أن أراكْ ) .
( أَبْكِي الذي قد كان لي مَأْلَفاً ... فِيكِ فأتِي الدارَ من أجل ذاكْ ) .
والغناء في هذا اللحن للأبجر رمل بالوسطى عن ابن المكي وهو الصواب وذكر عمرو بن بانة أنه لسليم قال فتبينت الكراهية في وجهه وندمت على ما فرط مني وتجلد فشرب رطلا كان في يده وعدلت عن الصوت إلى غيره فكان والله ذلك اليوم آخر جلوسي معه .
وممن حكي عنه أنه صنع في شعره وشعر غيره المنتصر فإني ذكرت ماروي عنه أنه غنى فيه على سوء العهدة في ذلك وضعف