( فالصالحيّةُ من أكناف كَلْواذا ... ) .
وذكرت الصبيان وبغداد فقلت .
( أتَبْكِي على بغدادَ وهي قريبةٌ ... فكيف إذا ما ازددتَ منها غداً بُعدا ) .
( لَعَمْرُك ما فارقتُ بغدادَ عن قِلًى ... لَوَ انّا وجدنا من فِراقٍ لها بُدّا ) .
( إذا ذَكرتْ بغدادَ نفسي تَقَطَّعتْ ... من الشوقِ أو كادت تموت بها وجدا ) .
( كفى حَزَناً أن رُحْتَ لم تستطع لها ... وَدَاعاً ولم تُحْدِثْ لساكنها عهدا ) .
فقالت لي يا موصلي لقد اشتقت إلى بغداد فقلت لا والله يا أمير المؤمنين ولكني اشتقت إلى الصبيان وقد حضرني بيتان فقال هاتهما فقلت .
( حَنَنتَ إلى الأُصَيْبيةِ الصِّغار ... وشاقكَ منهمُ قُرْبُ المَزَارِ ) .
( وكلُّ مُفارِقٍ يزداد شوقاً ... إذا دنت الدِّيار من الديار ) .
فقال لي يا إسحاق سر إلى بغداد فأقم شهرا مع صبيانك ثم عد إلينا وقد أمرت لك بمائة ألف درهم .
أخبرني جحظة عن ابن حمدون أن إسحاق كان يحضر مجالس الخلفاء إذا جلسوا للشرب في جملة المغنين وعوده معه إلى أيام الواثق فإنه كان إذا قدم عليه يحضر مع الجلساء بغير عود ويدنيه الواثق ولا يغني حتى