ولا أجزل فسمعهم نصيب فأقبل عليهم وقال والله إنكم قلما صاحبتم الكرام وما راحلة ورحل حتى ترفعوهما فوق قدرهما .
هشام بن عبد الملك يعفو عن نصيب ويصله .
أخبرني الحرمي وعيسى بن الحسين قالا حدثنا الزبير عن عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال .
استبطأ هشام بن عبد الملك حين ولي الخلافة نصيبا ألا يكون جاءه وافدا عليه مادحا له ووجد عليه وكان نصيب مريضا فبلغه ذلك حين برأ فقدم عليه وعليه أثر المرض وعلى راحلته أثر النصب فأنشده قصيدته التي يقول فيها .
( حَلَفتُ بمَنْ حَجَّت قريشٌ لبيتِه ... وأَهْدَتْ له بُدْناً عليها القلائدُ ) .
( لئن كنتُ طالتْ غَيْبتِي عنكَ إنَّني ... بمَبْلغِ حَوْلِي في رِضاكَ لجَاهِدُ ) .
( ولكنَّني قد طال سُقْمي وأكثرتْ ... عليّ العِهادَ المُشْفِقَاتُ العَوائِدُ ) .
( صَرِيعُ فِرَاشٍ لا يَزَلْنَ يَقُلْنَ لي ... بنُصْحٍ وإشفاقٍ متى أنت قاعدُ ) .
( فلمّا زَجَرْتُ العِيسَ أَسْرَتْ بحاجتي ... إليكَ وذلَّتْ للِّسانِ القصائدُ ) .
( وإنِّي فلا تَسْتَبْطِنِي بمَوَدّتِي ... ونُصْحِي وإشْفَاقِي إليكَ لعَامِدُ )