يحيى عن حماد عن أبيه قال ذكر مصعب بن عمار بن مصعب بن عروة بن الزبير .
أن سعيد بن العاص لما حضرته الوفاة وهو في قصره هذا قال له ابنه عمرو لو نزلت إلى المدينة فقال يا بني إن قومي لن يضنوا علي بأن يحملوني على رقابهم ساعة من نهار وإذا أنا مت فآذنهم فإذا واريتني فانطلق إلى معاوية فانعني له وانظر في ديني واعلم أنه سيعرض عليك قضاءه فلا تفعل واعرض عليه قصري هذا فإني إنما اتخذته نزهة وليس بمال فلما مات آذن به الناس فحملوه من قصره حتى دفن بالبقيع ورواحل عمرو بن سعيد مناخة فعزاه الناس على قبره وودعوه فكان هو أول من نعاه لمعاوية فتوجع له وترحم عليه ثم قال هل ترك دينا قال نعم قال كم هو قال ثلثمائة ألف درهم قال هي علي قال قد ظن ذلك وأمرني ألا أقبله منك وأن أعرض عليك بعض ماله فتبتاعه فيكون قضاء دينه منه قال فاعرض علي قال قصره بالعرصة قال قد أخذته بدينه قال هو لك على أن تحملها إلى المدينة وتجعلها بالوافية قال نعم فحملها له إلى المدينة وفرقها في غرمائه وكان أكثرها عدات فأتاه شاب من قريش بصك فيه عشرون ألف درهم بشهادة سعيد على نفسه وشهادة مولى له عليه فأرسل إلى المولى فاقرأه الصك فلما قرأه بكى وقال نعم هذا خطه وهذه شهادتي عليه فقال له عمرو من أين يكون لهذا الفتى عليه عشرون ألف درهم وإنما هو صعلوك من صعاليك قريش قال أخبرك عنه مرسعيد بعد عزله فاعترض له هذا الفتى ومشى معه حتى صار إلى منزله فوقف له سعيد فقال ألك حاجة قال لا إلا أني رأيتك تمشي وحدك فأحببت أن أصل جناحك فقال لي ائتني بصحيفة فأتيته بهذه فكتب له على نفسه هذا الدين