عشق من انتسب عذريا فأما أنت فما لك ولهذا فاستحيا وسكن وسأله أبو عبيدة هل قلت في مقامك شعرا قال نعم وأنشد .
( لعَمْرِي لئن أَمْسيتَ بالفَرشِ مُقْصَداً ... ثَوِيَّاكَ عَبُّودٌ وعُدْنَةُ أو صَفَرْ ) .
( ففَرَّع صَبًّا أو تَيَمَّم مُصْعِداً ... لِرَبْعٍ قدِيم العهدِ ينَتَكِفُ الأَثَرْ ) .
( دَعَا أهلَه بالشام بَرْقٌ فأَوْجَفُوا ... ولم أَرَ متبوعاً أضَرَّ من المَطَرْ ) .
( لتَسْتَبْدِلَنْ قلباً وعيناً سِوَاهُما ... وإلا أَتَى قصداً حُشَاشَتَكَ القَدرْ ) .
( خَلِيليَّ فيما عِشْتُما أو رأيتُما ... هل اشتاق مَضْرورٌ إلى من به أَضرّْ ) .
( نعمْ رُبَّما كان الشَّقاءُ مُتَيَّحاً ... يُغَطِّي على سَمْعِ ابنِ آدمَ والبَصَرْ ) .
قال فانصرف به أبو عبيدة إلى منزله وأطعمه وكساه وحمله وانصرف وهو يقول .
( أصابَ دواءَ عِلَّتِك الطبيبُ ... وخاض لَكَ السُّلُوَّ ابنُ الرَّبِيبِ ) .
( وأَبْصَرَ مِنْ رُقَاك مُنَفِّثاتٍ ... وداؤك كان أعْرَفَ بالطَّبِيبِ )