لي ألم أقل لك إذا كانت لك حاجة فارفع بها إلي فوالله إني لأستحيي من الله أن يراك على بابي .
أخبرني عمي قال حدثني الكراني قال حدثني العمري عن العتبي عن أبيه قال لما حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة جمع ولده حوله فلما رآهم استعبر ثم قال بأبي وأمي من خلفتهم بعدي فقراء فقال له مسلمة بن عبد الملك يا أمير المؤمنين فتعقب فعلك وأغنهم فما يمنعك أحد في حياتك ولا يرتجعه الوالي بعدك فنظر إليه نظر مغضب متعجب فقال يا مسلمة منعتهم إياه في حياتي وأشقى به بعد وفاتي إن ولدي بين رجلين إما مطيع لله فالله مصلح له شأنه ورازقه ما يكفيه أو عاص له فما كنت لأعينه على معصيته يا مسلمة إني حضرت أباك لما دفن فحملتني عيني عند قبره فرأيته قد أفضى إلى أمر من أمر الله راعني وهالني فعاهدت الله ألا أعمل بمثل عمله إن وليت وقد اجتهدت في ذلك طول حياتي وأرجو أن أفضي إلى عفو من الله وغفران قال مسلمة فلما دفن حضرت دفنه فلما فرغ من شأنه حتى حملتني عيني فرأيته فيما يرى النائم وهو في روضة خضراء نضرة فيحاء وأنهار مطردة وعليه ثياب بيض فأقبل علي فقال يا مسلمة لمثل هذا فليعمل العاملون هذا أو نحوه فإن الحكاية تزيد أو تنقص .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم قال حدثنا عبد الله ابن أبي سعد قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ عن يحيى بن سعيد الأموي قال لما مات عمر بن عبد العزيز وقف مسلمة عليه بعد أن أدرج في كفنه فقال رحمك الله يا أمير المؤمنين فقد أورثت صالحينا بك اقتداء وهدى