الله المري عن إبراهيم بن سعيد بن بشر بن عبد الله بن عقيل الخارجي عن أبيه قال .
والله إني لمع أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة في حواء له إذ جاءه كثير فحياه فاحتفى به ودعا بالغداء فشرعنا فيه وشرع معنا كثير وجاء رجل فسلم فرددنا عليه السلام واستدنيناه فإذا نصيب في بزة جميلة قد وافى الحج قادما من الشام فأكب على أبي عبيدة فعانقه وسأله ثم دعاه إلى الغداء فأكل مع القوم فرفع كثير يده وأقلع عن الطعام وأقبل عليه أبو عبيدة والقوم جميعا يسألونه أن يأكل فأبى فتركوه وأقبل كثير على نصيب فقال والله يا أبا محجن إن أثر أهل الشام عليك لجميل لقد رجعت هذه الكرة ظاهر الكبر قليل الحياء فقال له نصيب لكن أثر الحجاز عليك يا أبا صخر غير جميل لقد رجعت وإنك لزائد النقص كثير الحماقة فقال كثير أنا والله أشعر العرب حيث أقول لمولاتك .
( إذا أَمْسبتُ بَطْنُ مَجَاحَ دُونِي ... وعَمْقٌ دون عَزَّةَ فالبَقِيعُ ) .
( فليس بلاَئِمي أحدٌ يُصَلِّي ... إذا أخذتْ مَجَارِيَهَا الدموعُ ) .
فقال له نصيب أنا والله أشعر منك حيث أقول لابنة عمك .
( خَلِيليَّ إنْ حَلّتْ كُليَّةَ فالرُّبَا ... فذا أَمَجٍ فالشِّعْبَ ذا الماء والحَمْض ) .
( فأصبَح من حَوْرَانَ رَحْلِي بمنزلٍ ... يُبَعِّده من دونِها نازحُ الأرضِ )