عمن بقي من رؤساء النحويين فذكرت له فأمر بحملي فلما وصلت إليه قال ممن الرجل قلت من بني مازن قال أمن مازن تميم أم مازن قيس أم مازن ربيعة أم مازن اليمن قلت من مازن ربيعة فقال لي با اسمك يريد ما اسمك وهي لغة كثيرة في قومنا فقلت على القياس مكر أي بكر فضحك فقال اجلس واطبئن يريد واطمئن فجلست فسألني عن البيت فقلت إن مصابكم رجلا فقال أين خبر إن قلت ظلم وهو الحرف الذي في آخر البيت وقال الأخفش في خبره وقلت له إن معنى مصابكم إصابتكم مثل ما تقول إن قتلكم رجلا حياكم ظلم ثم قلت يا أمير المؤمنين إن البيت كله معلق لا معنى له حتى يتم بقوله ظلم ألا ترى أنه لو قال أظليم إن مصابكم رجل أهدى السلام تحية لما احتيج إلى ظلم ولا كان له معنى إلا أن يجعل التحية بالسلام ظلما وذلك محال ويجب حينئذ أن يقول .
( أَظُليمُ إن مُصابَكم رجلٌ ... أَهْدَى السَّلامَ تحيّةً ظُلْما ) .
ولا معنى لذلك ولا هو لو كان له وجه معنى قول الشاعر في شعره فقال صدقت ألك ولد قلت بنية لا غير قال فما قالت حين ودعتها قال قلت أنشدت شعر الأعشى .
( تقول ابنتي حين جَدَّ الرَّحِيلُ ... أَرَانا سواءً ومَنْ قد يَتِمْ ) .
( أبانا فلا رِمْتَ من عندِنا ... فإنّا بخَيرٍ إذا لم تَرِمْ ) .
( أَرَانا إذا أضمرتْك البلادُ ... نُجْفَى وتُقْطَع منّا الرَّحِمْ ) .
قال فما قلت لها قال قلت لها قول جرير .
( ثِقِي بالله ليس له شريكٌ ... ومِن عندِ الخليفةِ بالنَّجاحِ ) .
فقال ثق بالنجاح إن شاء الله تعالى إن ها هنا قوما يختلفون إلى أولادنا فامتحنهم فمن كان منهم عالما ينتفع به ألزمناهم إياه ومن كان بغير هذه الصورة قطعناه عنهم فأمر فجمعوا إلي فامتحنتهم فما وجدت فيهم طائلا