وقال الحرمازي في خبره لما بلغ لبنى قول قيس .
( ألاَ يا غرابَ البين قد طِرْتَ بالذي ... أُحاذِر من لبنى فهل أنت واقع ) .
آلت ألا ترى غرابا إلا قتلته فكانت كلما رأته أو رأته خادم لها أو جارة ابتيع ممن هو معه وذبحته .
وهذه القصيدة العينية أيضا من جيد شعر قيس والمختار منها قوله .
( أتبكي على لُبنى وأنت تركتَها ... وكنتَ كآتٍ حَتْفَه وهو طائعُ ) .
( فيا قلبُ صبراً واعترافاً لما ترَى ... ويا حبَّها قَعْ بالذي أنت واقع ) .
( ويا قلبُ خبِّرني إذا شَطَّتِ النَّوَى ... بلُبْنَى وبانت عنك ما أنت صانع ) .
( أتصبِر للبَيْن المُشِتِّ مع الجَوَى ... أم انت امرؤ ناسي الحياء فجازع ) .
( كأنَّك بِدْعٌ لم تَرَ الناسَ قبلَها ... ولم يَطَّلِعْك الدهرُ فيمن يُطالع ) .
( ألاَ يا غرابَ البَيْن قد طِرْتَ بالذي ... أُحاذِر من لُبنى فهل أنت واقع ) .
( فليس محبٌّ دائماً لحبيبِه ... ولا ثقةٌ إلا له الدهرَ فاجع ) .
( كأنَّ بلادَ الله ما لم تكن بها ... وإن كان فيها الناسُ قَفْرٌ بَلاَقِع ) .
( فما أنت إذ بانت لُبَيْنَى بهاجعٍ ... إذا ما اطمأنّتْ بالنِّيَام المَضاجع ) .
صوت .
( أُقَضِّي نهاري بالحديث وبالمُنَى ... ويَجْمعني والهمَّ بالليل جامعُ ) .
( نهارِي نهارُ الناس حتى إذا دَجَا ... لِيَ الليلُ هَزَّتْني إليكِ المضاجع ) .
( لقد رسَختْ في القلب منكِ مَودّةٌ ... كما رسَختْ في الراحتين الأصابع ) .
( أحالَ عليَّ الهمُّ من كلِّ جانب ... ودامتْ فلم تبرح عليَّ الفواجع ) .
( ألاَ إنّما أبكي لِما هو واقعٌ ... فهل جَزَعِي من وَشْكِ ذلك نافع ) .
( وقد كُنت أبكي والنَّوَى مطمئنّةٌ ... بنا وبكم من عِلْمِ ما البينُ صانع )