( فإن كنتِ لمَّا تَعْلمِي العلم فاسألي ... فبعضٌ لبعضٍ في الفَعال فَؤوق ) .
( سَلِي هل قَلاَنِي من عَشيرٍ صحبتُه ... وهل مَلَّ رَحْلي في الرِّفاق رفيق ) .
( وهل يَجْتَوي القومُ الكِرامُ صِحَابتي ... إذا اغْبَرَّ مَخْشِيّ الفِجاج عَميق ) .
( وأكتُم أسرارَ الهوى فأميتها ... إذا باح مَزَّاحٌ بهنّ بَرُوق ) .
( سعَى الدهرُ والواشون بيني وبينها ... فقُطّع حبلُ الوصل وهو وَثيق ) .
( هل الصبر إلا أن أَصُدَّ فلا أرَى ... بأرضِك إلاّ أن يكون طريق ) .
قصته مع لبنى وزوجها .
قال ثم أتى قومه فاقتطع قطعة من إبله وأعلم أباه أنه يريد المدينة ليبيعها ويمتار لأهله بثمنها فعرف أبوه أنه إنما يريد لبنى فعاتبه وزجره عن ذلك فلم يقبل منه وأخذ إبله وقدم بها المدينة فبينا هو يعرضها إذ ساومه زوج لبنى بناقة منها وهما لا يتعارفان فباعه إياها فقال له إذا كان غد فأتني في دار كثير بن الصلت فاقبض الثمن قال نعم ومضى زوج لبنى إليها فقال لها إني ابتعت ناقة من رجل من أهل البادية وهو يأتينا غدا لقبض ثمنها فأعدي له طعاما ففعلت فلما كان من الغد جاء قيس فصوت بالخادم قولي لسيدك صاحب الناقة بالباب فعرفت لبنى نغمته فلم تقل شيئا فقال زوجها للخادم قولي له ادخل فدخل فجلس فقالت لبنى للخادم قولي له يا فتى مالي أراك أشعث أغبر فقالت له ذلك فتنفس ثم قال لها هكذا تكون حال من فارق الأحبة واختار الموت على الحياة وبكى فقالت لها لبنى قولي له حدثنا حديثك فلما ابتدأ يحدث به كشفت الحجاب وقالت حسبك قد عرفنا حديثك وأسبلت الحجاب فبهت ساعة لا يتكلم ثم انفجر باكيا ونهض فخرج فناداه زوجها ويحك ما قصتك ارجع اقبض ثمن ناقتك وإن شئت زدناك فلم يكلمه وخرج