صوت .
( هل الحبُّ إلاّ عَبْرةٌ بعد زَفْرةٍ ... وحَرٌّ على الأحشاء ليس له بَرْدُ ) .
( وفَيْضُ دموعٍ تَستهل إذا بدا ... لنا علمٌ من أرضكم لم يكن يبدو ) .
غنى في هذين البيتين زيد بن الخطاب مولى سليمان بن أبي جعفر وقيل إنه مولى سليمان بن علي ثقيلا أول بالوسطى عن الهشامي .
وأخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير وأخبرنا اليزيدي عن ثعلب عن الزبير قال حدثني إسماعيل بن أبي أويس قال جلست أنا وأبو السائب في النبالين فأنشدني قول قيس بن ذريح .
( عِيدَ قيسٌ من حبِّ لُبْنَى ولُبنى ... داءُ قيسٍ والحبّ داءٌ شديدُ ) .
( لَيت لُبْنَى تعودني ثم أَقْضِي ... إنها لا تعود فيمن يعود ) .
قال فأنشدته أنا لقيس .
( تعلَّق رُوحِي رُوحَها قبل خَلْقِنا ... ومن بعد ما كنّا نِطافاً وفي المهد ) .
( فزاد كما زِدنا وأصبح نامياً ... وليس إذا متْنا بمنتَقِضِ العهد ) .
( ولكنَّه باقٍ على كل حادثٍ ... وزائرُنا في ظلمة القبر واللَّحْد ) .
فحلف لا يزال يقوم ويقعد حتى يرويها فدخل زقاق النبالين وجعلت أرددها عليه ويقوم ويقعد حتى رواها .
رجع الخبر إلى سياقته .
زوجوه لينسى لبنى .
وقال خالد بن جمل فلما طال على قيس ما به أشار قومه على أبيه بأن يزوجه امرأة جميلة فلعله أن يسلو بها عن لبنى فدعاه إلى ذلك فأباه وقال .
( لقد خِفتُ ألاّ تَقْنَع النفسُ بعدها ... بشيءٍ من الدنيا وإن كان مَقْنَعا )