مدفع فاندفع يغني بالأبيات فخيل إلي أن الأودية تنطق معه حسنا فلما رجعنا إلى المدينة قصصت القصة فقيل لي إن ذلك أحسن صوت يغنيه ابن عائشة فقلت لا أدري إلا أني سمعت شيئا وافق محبتي .
معبد وابن سريج يبكيان أهل مكة بغنائهما .
وقال عبد الله بن أبي سعد حدثني عبد الله بن الصباح عن هشام بن محمد عن أبيه قال زار معبد ابن سريج والغريض بمكة فخرجا به إلى التنعيم ثم صاروا إلى الثنية العليا ثم قالوا تعالوا حتى نبكي أهل مكة فاندفع ابن سريج فغنى صوته في شعر كثير بن كثير السهمي .
( أَسْعديني بعَبْرةٍ أَسْرابِ ... من دموعٍ كثيرةِ التَّسْكاب ) .
فأخذ أهل مكة في البكاء وأنوا حتى سمع أنينهم ثم غنى معبد .
صوت .
( يا راكباً نحوَ المدينة جَسْرةً ... أجُداً تلاعِب حَلْقةً وزِماما ) .
( اِقرأ على أهل البَقيع من امرئ ... كَمِدٍ على أهل البقيع سلاما ) .
( كم غيَّبوا فيه كريماً ماجداً ... شَهْماً ومُقْتَبِلَ الشبابِ غلاما )