فرأى كثير عليهم يمينا فالتوى الشماخ باليمين يحرضهم عليها ثم حلف وقال .
( أتَتْنِي سُلَيمٌ قَضُّها وقَضِيضُها ... تمسِّح حولي بالبَقيع سِبالَها ) .
( يقولون لي يا احلِفْ ولستُ بحالفٍ ... أُخاتِلهم عنها لكيما أنالَها ) .
( ففرّجتُ همَّ النفس عنِّي بحَلْفةٍ ... كما شَقَّتِ الشَّقْراءُ عنها جِلالَها ) .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير بن بكار قال قدم ناس من بهز المدينة يستعدون على الشماخ وزعموا أنه هجاهم ونفاهم فجحد ذلك الشماخ فأمر عثمان كثير بن الصلت أن يستحلفه على منبر النبي ما هجاهم فانطلق به كثير إلى المسجد ثم انتحاه دون بني بهز وبهز اسمه تيم بن سليم بن منصور فقال له ويلك يا شماخ إنك لتحلف على منبر رسول الله ومن حلف به آثما يتبوأ مقعده من النار قال فكيف أفعل فداؤك أبي وأمي قال إني سوف أحلفك ما هجوتهم فاقلب الكلام علي وعلى ناحيتي فقل والله ما هجوتكم فأردني وناحيتي بذلك وإني سأدفع عنك فلما وقف حلف كما قال له وأقبل على كثير فقال ما هجوتكم فقالت بهز ما عنى غيركم فأعد اليمين عليه فقال مالي أتأوله هل استحلفته إلا لكم وما اليمين إلا مرة واحدة انصرف يا شماخ فانصرف وهو يقول .
( أتتني سُلَيم قَضُّها وقَضيضُها ... تمسِّح حولي بالبَقيع سِبالَها ) .
( يقولون لي يا احلِتذفْ ولستُ بحالفٍ ... أُخادعهم عنها لكيما أنالَها ) .
( فلو لا كَثِيرٌ نعَّم اللهُ بالَه ... أزلَّتْ بأعلى حُجَّتَيْك نعالَها )