( لا تقتُلي رجلاً يَراكِ لما به ... مثلَ الشراب لغُلّة الظمآن ) .
( ولقد أقول لقاطَنْين مِنَ آهلنا ... كانا على خُلُقي من الإِخوان ) .
( يا صاحبيَّ على فؤادي جمرةٌ ... وبَرَى الهوى جسمي كما تَرَيان ) .
( أَمُرَقِّيانِ إلى سلامة أنتما ... ما قد لقيتُ بها وتَحْتَسِبان ) .
( لا أستطيع الصبر عنها إنها ... من مهجتي نزلتْ بكلِّ مكان ) .
قال ثم غلبه جزعه فخرج إلى يزيد ممتدحا له فلما قدم عليه قربه وأكرمه وبلغ لديه كل مبلغ فدست إليه سلامة خداما وأعطته مالا على أن يدخله إليها فأخبر الخادم يزيد بذلك فقال امض برسالتها ففعل ما أمره به وأدخل الأحوص وجلس يزيد بحيث يراهما فلما بصرت الجارية بالأحوص بكت إليه وبكى إليها وأمرت فألقي له كرسي فقعد عليه وجعل كل واحد منهما يشكو إلى صاحبه شدة الشوق فلم يزالا يتحدثان إلى السحر ويزيد يسمع كلامهما من غير أن تكون بينهما ريبة حتى إذا هم بالخروج قال .
( أَمْسَى فؤاديَ في همٍّ وبِلْبال ... من حبِّ مَنْ لم أَزَلْ منه على بال ) .
فقالت .
( صحا المحبُّون بعد النأيِ إذ يئسوا ... وقد يئستُ وما أصحوا على حال ) .
فقال .
( مَنْ كان يسلو بيأسٍ عن أخي ثِقَةٍ ... فعن سَلاَمَة ما أمسيتُ بالسَّالِي ) .
فقالت .
( واللهِ واللهِ لا أنساكَ يا سَكَنِي ... حتى يُفارِقَ منِّي الرُّوحُ أَوْصَالِي ) .
فقال .
( واللهِ ما خاب مَنْ أمسَى وأنتِ له ... يا قُرَّة العين في أهل وفي مال )