الليل فقلت لها وأنت والله لكأنك من طوارق النهار فقالت ما أظرفك يا أسود فغاظني قولها فقلت لها هل تدرين ما الظرف إنما الظرف العقل ثم قالت لي انصرف حتى أنظر في أمرك فأرسلت إليها هذه الأبيات .
( فإن أكُ حالِكاً فالمِسْكُ أحوَى ... وما لِسَوَاد جِلْدِي من دَواءِ ) .
( ولي كَرَمٌ عن الفَحْشاء ناء ... كبُعْدِ الأرض من جَوّ السَّماءِ ) .
( ومِثْلي في رِجالكُم قليلٌ ... ومثلُك ليس يُعْدَم في النِّساءِ ) .
( فإنْ تَرضي فَرُدِّي قولَ رَاضٍ ... وإن تأبي فنحنُ على السَّواءِ ) .
قال فلما قرأت الشعر قالت المال والشعر يأتيان على غيرهما فتزوجتني .
الأصمعي ينشد شعرا للنصيب .
أخبرنا هاشم بن محمد قال حدثنا الرياشي قال .
أنشدنا الأصمعي لنصيب وكان يستجيد هذه الأبيات ويقول إذا أنشدها قاتل الله نصيبا ما أشعره .
( فإنْ يَكُ من لوني السّوادُ فإنَّني ... لَكا لمسكِ لا يَرْوَى من المِسْكِ ذائقُهْ ) .
( وما ضَرّ أثوابي سَوادِي وتحتَها ... لِباسٌ من العَلْياء بِيضٌ بنائقُهْ ) .
( إذا المرءُ لم يَبْذُلْ من الودّ مثلَ ما ... بذلتُ له فاعلمْ بأنِّي مَفارقُهْ )