وإنما سميت الأنبار لأنه كان يكون بها أهراء الطعام وهي الأنابير فخرج هاربا في هجائنه وماله فمر بالثوية وتبعه المنذر بالخيل من تغلب وبهراء وإياد فلحق بأرض كلب فنجا وانتهبوا ماله وهجائنه وأخذت بنو تغلب ثمانية وأربعين نفسا من بني آكل المرار فقدم بهم على المنذر فضرب رقابهم بحفر الأملاك في ديار بني مرينا العباديين بين دير هند والكوفة فذلك قول عمرو بن كلثوم .
( فآبُوا بالنِّهاب وبالسَّبَايَا ... وأُبْنَا بالملوك مُصَفَّدينا ) .
وفيهم يقول امرؤ القيس .
( ملوكٌ من بني حُجْرِ بن عمرو ... يُساقون العَشِيّةَ يُقْتَلونا ) .
( فلو في يوم معركةٍ أصيبوا ... ولكن في ديار بني مَرِينَا ) .
( ولم تُغْسَلْ جماجمُهم بَغْسلٍ ... ولكن في الدماء مُرَمَّلينا ) .
( تَظَلُّ الطيرُ عاكفةً عليهم ... وتنتزع الحواجبَ والعيونا )