فأما خبر عمارة بن الوليد والسبب الذي من أجله أمر النجاشي السواحر فسحرته .
فإن الواقدي ذكره عن عبد الله بن جعفر بن أبي عون قال .
كان عمارة بن الوليد المخزومي بعد ما مشت قريش بعمارة إلى أبي طالب خرج هو وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وكانا كلاهما تاجرين إلى النجاشي وكانت أرض الحبشة لقريش متجرا ووجها وكلاهما مشرك شاعر فاتك وهما في جاهليتهما وكان عمارة معجبا بالنساء صاحب محادثة فركبا في السفينة ليالي فأصابا من خمر معهما فلما انتشى عمارة قال لامرأة عمرو بن العاص قبليني فقال لها عمرو قبلي ابن عمك فقبلته وحذر عمرو على زوجته فرصدها ورصدته فجعل إذا شرب معه أقل عمرو من الشراب وأرق لنفسه بالماء مخافة أن يسكر فيغلبه عمارة على أهله وجعل عمارة يراودها على نفسها فامتنعت منه ثم إن عمرا جلس إلى ناحية السفينة يبول فدفعه عمارة في البحر فلما وقع فيه سبح حتى أخذ بالقلس فارتفع فظهر على السفينة فقال له عمارة أما والله لو علمت يا عمرو أنك تحسن السباحة ما فعلت فاضطغنها عمرو وعلم أنه أراد قتله فمضيا على وجههما