فقال له هشام يا أسود بلغت غاية المدح فسلني فقال يدك بالعطية أجود وأبسط من لساني بمسألتك فقال هذا والله أحسن من الشعر وحباه وكساه وأحسن جائزته .
النصيب يعتق ذوي قرابته .
أخبرني الحسين بن يحيى قال أخبرنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن أيوب بن عباية قال .
أصاب نصيب من عبد العزيز بن مروان معروفا فكتمه ورجع إلى المدينة في هيئة بذةٍ فقالوا لم يصب بمدحه شيئا فمكث مدة ثم ساوم بأمه فابتاعها وأعتقها ثم ابتاع أم أمه بضعف ما ابتاع به أمه فأعتقها وجاءه ابن خالة له اسمه سحيم فسأله أن يعتقه فقال له ما معي والله شيء ولكني إذا خرجت أخرجتك معي لعل الله أن يعتقك فلما أراد الخروج دفع غلاما له إلى مولى سحيم يرعى إبله وأخرجه معه فسأل في ثمنه فأعطاه وأعتقه فمر به يوما وهو يزفن ويزمر مع السودان فأنكر ذلك عليه وزجره فقال له إن كنت أعتقتني لأكون كما تريد فهذا والله ما لا يكون أبدا وإن كنت أعتقتني لتصل رحمي وتقضي حقي فهذا والله الذي أفعله هو الذي أريده أزفن وأزمر وأصنع ما شئت فانصرف النصيب وهو يقول .
( إنِّي أرانِي لِسُحَيْم قائلاَ ... إن سُحيماً لم يثبني طائلا ) .
( نَسِيتَ إعْمالي لكَ الرَّواحلاَ ... وضَرْبيَ الأبوابَ فيك سَائلاَ ) .
( عند الملوك أسْتَثِيبُ النائلا ... حتى إذا آنستَ عتْقاً عاجلاَ ) .
( ولَّيتنَي منك القَفَا والكاهِلاَ ... أخُلُقاً شكْساً ولوناً حَائِلاَ )