سلام عن يونس بن حبيب قال .
لما بنى فيل مولى زياد داره بالسبابجة صنع طعاماً ودعا أصحاب زياد فدخلوا الحمام المعروف بحمام فيل وخرجوا فتغدوا عنده وركب فيل وأصحابه الهماليج والمقاريف والبغال واجتاز بهم معه على حارثة بن بدر وأبي الأسود الدؤلي وهما جالسان فقال أبو الأسود .
( لَعَمْرُ أَبِيكَ ما حَمَّامُ كِسْرَى ... على الثُّلُثَيْنِ من حَمَّامِ فِيلِ ) .
فقال له حارثة .
( وما إِيجافُنَا خَلْفَ المَوالي ... بِسُنَّتِنَا على عَهد الرَّسُولِ ) .
أخبرني محمد بن مزيد قال أنبأنا حماد عن أبيه عن عاصم بن الحدثان قال حدثني عمي عن الحارث الهجيمي قال .
ذكر حلم الأحنف بن قيس عند عبيد الله بن زياد وعنده حارثة بن بدر فنفس عليه حارثة ذلك فقال لعبيد الله أيها الأمير ما يبلغ حلم من لا قدرة له ولا يملك لعدوه ضراً ولا لصديقه نفعاً وإنما يتكلف الدخول فيما لا يعنيه فبلغ ذلك من قوله الأحنف فقال أهون بحارثة وكلامه وما حارثة ومقداره أليس الذي يقول قبح الله رأيه في قوله .
( إذا ما شَرِبْتُ الراحَ أَبْدَتْ مَكَارِمِي ... وَجُدْتُ بما حَازَتْ يَدَايَ من الوَفْرِ )