( وقَبْلَكَ ما قد لامني في اصْطِبَاحِها ... وفي شُربها بَدْرٌ فأعْرَضْتُ عَنْ بَدْر ) .
( وَحَاسَيْتُها قوماً كأنَّ وجوهَهم ... دنانيرُ في الَّلأوَاءِ والزَّمَنِ النُّكْرِ ) .
( فدَعني من التَّعْذَلِ فيها فإنني ... خُلِقْتُ أَبِيّاً لا أَلِينُ على القَسْر ) .
( أَجُودُ وأُعْطِي المُنْفِسَاتِ تَبَرُّعاً ... وَأُغْلِي بها عند اليَسَارَة والعُسْر ) .
( وأشربها حتى أَخِرّ مُجَدَّلاً ... مُعَتَّقَةً صَهْبَاءَ طَيِّبة النَّشْر ) .
( ولولا النُّهَى لم أَصْحُ ما عشتُ ساعةً ... ولكنني نَهْنَهْتُ نَفْسِي عن الهَجْر ) .
( فقّصَّرْتُ عنها بعد طُولِ لَجَاجَةٍ ... وحُبًّ لها في سِرِّ أَمْرِي وفي الجَهْرِ ) .
( وحَقَّ لمِثْلِي أن يَكُفَّ عن الْخَنَى ... ويُقْصِرَ عن بعض الغَوَايَةِ والنُّكْر ) .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن أبي عبيدة .
أن عبيد الله بن زياد استعمل حارثة بن بدر على نيسابور فغاب عنه أشهراً ثم قدم فدخل عليه فقال له ما جاء بك ولم أكتب إليك قال استنظفت خراجك وجئت به وليس لي بها عمل فما مقامي قال أوبذلك أمرتك ارجع فاردد عليهم الخراج وخذه منهم نجوماً حتى تنقضي السنة وقد فرغت من ذلك فإنه أرفق بالرعية وبك واحذر أن تحملهم على بيع غلاتهم ومواشيهم ولا التعنيف عليهم فرجع فرد الخراج عليهم وأقام يستخرجه منهم نجوماً حتى مضت السنة .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال .
قال الأحنف بن قيس ما غبت عن أمر قط فحضره حارثة بن بدر إلا