( أحار بن بدرٍ قد وَلِيتَ إمارةً ... فكن جُرَذاً فيها تَخون وتَسرقُ ) .
( ولا تَحقرنْ يا حارِ شيئاً تُصيبُه ... فحظُّكَ من مُلك العراقين سُرَّق ) .
( فإن جميعَ الناسِ إما مُكَذِّبٌ ... يقول بما يَهْوى وإما مُصَدِّق ) .
( يقولون أقوالاً بِظَنٍّ وشُبهةٍ ... فإن قيل هاتوا حقِّقُوا لم يُحَقِّقوا ) .
( فلا تَعجزنْ فالعجزُ أبطأُ مَركبٍ ... وما كل من يُدعَى إلى الرِّزق يُرْزَق ) .
( وَكَاثِرْ تميماً بالغنى إن للغَنى ... لساناً به يَسطو العَيِيُّ ويَنطِق ) .
فقال له حارثة .
( جزاك مليكُ الناسِ خيرَ جزائِهِ ... فقد قلتَ معروفاً وأوصيتَ كَافِيَا ) .
( أمرتَ بحَزمٍ لو أمرتَ بغيره ... لألفَيْتَنِي فيهِ لرأيك عاصيا ) .
( ستَلْقَى أخاً يُصْفيك بالوُدّ حاضراً ... ويُوليك حِفْظَ الغَيبِ إنْ كنتَ نائِيا ) .
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن عاصم بن الحدثان قال .
لما ندب حارثة بن بدر لقتال الأزارقة بدولاب لقيهم فلما حميت الحرب بينهم واشتدت قال حارثة لأصحابه .
( كَرْنبُوا ودَوْلِبُوا ... وحيث شئتم فَاذْهَبُوا ) .
ثم انهزم فقال غوث بن الحباب يهجوه ويعيره بالفرار ويعيره بشرب الخمر ومعاقرتها .
( أحار بنَ بدرٍ دونك الكأسَ إنها ... بمثلك أولى من قِرَاع الكَتَائِبِ )