جوابه على سليمان بن عمرو وقد قراه وقرى أصحابه .
أخبرني محمد بن يحيى قال أنبأنا محمد بن زكرياء قال أنبأنا إبراهيم بن عمر عن أبي عبيدة وعبد الله بن محمد قالا .
مر سليمان بن عمرو بن مرثد بحارثة بن بدر وهو بفارس يريد خراسان فأنزله وقراه وقرى اصحابه وحملهم وإياه فلما ركبوا للمسير قال سليمان .
( قَريتَ فأحسنتَ القِرى وسَقيْتنا ... مُعتَّقةً صهباءَ كالعَنبرِ الرَّطبِ ) .
( وواسيتَنا فيما ملكْتَ تبرُّعاً ... وكنتَ ابنَ بَدرٍ نعم ذو منزل الرَّكب ) .
( وأنتَ لَعمري في تَميم عِمادُها ... إذا ما تداعتْ لِلعُلى موضع القُطبِ ) .
( وفارسُها في كل يومِ كريهةٍ ... وملجؤُها إن حلَّ خَطْبٌ من الخَطْب ) .
( وعندكمُ نال الغنى مَن أراده ... إذا ما خَطرتم كالضَّراغمة الغُلْب ) .
( يُرَى الحلقُ الماذيّ فوق حُماتهم ... إذا الحربُ شُبَّتْ بالمُهنَّدة القُضب ) .
( وعند الرَّخَا والأمن غيثٌ ورحمةٌ ... لمن يعتريهم خائفاً صولةَ الحرب ) .
( وجدتُهمُ جُوداً صباحاً وجوهُهم ... كِراماً على العِلاَّتِ في فادح الخَطْبِ ) .
( كأن دنانيراً على قَسَماتهمْ ... إذا جئتَهم قد خِفْت نُكْباً من النُّكْب ) .
( فمنْ مُبْلغٌ عنِّي تميماً فخيرُكُمْ ... غُدانة حقّاً قاله غيرُ ذِي لعْب ) .
فقال حارثة يجيبه .
( وأسحَم ملآنٍ جررتُ لفِتيةٍ ... كرامٍ أبوهم خيرٌ بكر بن وائِل )