وهو من ولد بني الأحنف بن قيس وليس بمعدود في فحول الشعراء ولكنه كان يعارض نظراءه الشعر وله من ذلك أشياء كثيرة ليست مما يلحقه بالمتقدمين في الشعر والمتصرفين في فنونه .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال أنبأنا عمر بن شبة قال أنبأنا المدائني قال .
كان زياد مكرماً لحارثة بن بدر قابلا لرأيه محتملا لما يعلمه من تناوله الشراب فلما ولي عبيد الله بن زياد أخر حارثة بعض التأخير فعاتبه على ذلك فقال له عبيد الله إنك تتناول الشراب فقال له قد كان أبوك يعلم هذا مني ويقربني ويكرمني فقال له إن أبي كان لا يخاف من القالة في تقريبك ما أخاف وإن اللسان إلي فيك لأسرع منه إلى أبي فقال حارثة .
( وكم من أميرٍ قد تجبَّر بعدما ... مَريت له الدنيا بسَيفي فدرَّتِ ) .
( إذا ما هي احلولتْ نَفَى حق مقسمي ... ويَقْسِم لي منها إذا ما أمرَّت ) .
( إذا زَبَنَتْه عن فُواقٍ يريدُه ... دُعِيتُ ولا أُدْعَى إذا ما أَقَرَّت ) .
وقال حارثة بن بدر أيضا وقد شاوره عبيد الله في بعض الأمر .
( أُهَانُ وأُقصى ثم يَنتصحونني ... ومَنْ ذا الذي يُعطي نصيحتَه قَسْرَا ) .
( رأيتُ أكفَّ المُصْلِتِينَ عليكمُ ... مِلاءً وكفِّي من عَطاياكُمُ صِفرا ) .
( متَى تسألوني ما عليَّ وتَمنعوا الذي ... ليَ لم أسطِعْ على ذلكم صبرا ) .
فقال له عبيد الله فإني معوضك وموليك فولاه