الأول وأنه ليس يجوز أن ينسبه إلى موضع إصبع مفردة لأن ابتداءه على المثنى مطلقا ثم بسبابة المثنى ثم وسطى المثنى ثم بنصر المثنى ثم خنصر المثنى ثم سبابة الزير ثم وسطاه ثم بنصره ثم خنصره ثم النغمة الحادة وهي العاشرة وفيه لابن محرز ثاني ثقيل مطلق في مجرى البنصر وفيه لابن الهربذ رمل بالوسطى عن عمرو وهذا الصوت من الثقيل الثاني وهو الذي ذكر إسحاق في كتاب النغم وعللها أن لحن ابن محرز فيه يجمع ثمانيا من النغم العشر وأنه لا يعرف صوتا يجمعها غيره وأنه يمكن من كان له علم ثاقب بالصناعة أن يأتي في صوت واحد بالنغم العشر بعد تعب طويل ومعاناة شديدة وذكر عبيد الله أن صانع هذا الصوت الذي كنى عنه فعل ذلك وتلطف له حتى أتى بالنغم العشر في هذا متوالية من أولها إلى آخرها وأتى بها في الصوت الذي بعده متفرقة على غير توال إلا أنها كلها فيه وذكر أن ذلك الصوت أحسن مسموعا وأحلى وحكى ذلك أيضا عنه يحيى بن علي بن يحيى في كتاب النغم وإذ فرغت من حكاية ما ذكره وحكاه عبيد الله في نسبة هذا الصوت فقد ينبغي ألا أجري الأمر فيه على التقليد دون القول الصحيح فيما ذكره وحكاه والذي وصفه من جهة النغم العشر متوالية في صوت واحد محال لا حقيقة له ولا يمكن أحدا بتة أن يفعله وأنا أبين العلة في ذلك على تقريب إذ كان استقصاء شرحها طويلا وقد ذكرته في رسالة إلى بعض إخواني في علل النغم وشرحت هناك العلة في أن قسم الغناء قسمين وجعل على مجريين الوسطى والبنصر دون غيرهما حتى لا يدخل واحدة منهما على صاحبتها في مجراها قرب مخرج الصوت إذا كان على الوسطى منه أو إذا كان على البنصر وشبهه به فإذا أراد مريد إلحاق هذا بهذا لم يمكنه بتة على وجه ولا سبب ولا يوجد في استطاعة حيوان أن يتلو إحداهما بالأخرى وإذا