أدخل نصيب في جبة صوف محتزما بعقال فقال قوموا هذا الغلام فقالوا عشرة عشرون ثلاثون ديناراً فقال ردوه فأخرجوه ثم ردوه في جبة وشيٍ ورداء وشي فقال أنشدنا فأنشدهم فقال قوموه قالوا ألف دينار فقال أيمن والله ما كان قط أقل في عيني منه الآن وإنه لنعم راعي المخاض فقال له فكيف شعره قال هو أشعر أهل جلدته فقال له عبد العزيز هو والله أشعر منك قال أمني أيها الأمير قال نعم فقال أيمن إنك لملول طرف فقال له والله ما أنا بملول وأنا أنازعك الطعام منذ كذا وكذا تضع يدك حيث أضعها وتلتقي يدك مع يدي على مائدة كل ذلك احتملك وكان بأيمن بياض فقال له أيمن ائذن لي أن أخرج إلى بشر فأذن له فخرج وقال أبياته التي أولها .
( رَكِبْتُ من المقطَّم في جُمَادَى ) .
وقد مضت الأبيات قال فلما جاز بعبد الملك بن مروان قال أين تريد قال أريد أخاك بشرا قال أتجوزني قال إي والله أجوزك إلى من قدم إلي وطلبني قال فلم فارقت صاحبك قال رأيتكم يا بني مروان تتخذون للفتى من فتيانكم مؤدبا وشيخكم والله محتاج إلى خمسة مؤدبين فسر ذلك عبد الملك وكان عازما على أن يخلعه ويعقد لابنه الوليد .
عبد العزيز بن مروان يبتاع نصيبا ويعتقه ) .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال .
يقال إن نصيبا أضل إبلا له فخرج في بغائها فلم يصبها وخاف مواليه أن يرجع إليهم فأتى عبد العزيز بن مروان فمدحه وذكر له قصته فأخلف عليه ما ضل لمواليه وابتاعه وأعتقه .
أخبرنا الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم الهلالي ثم الدوسي قال