قالت للواثق جارية له كان يهواها وقد جرى بينهما عتب إن كنت تستطيل بعز الخلافة فأنا أدل بعز الحب أتراك لم تسمع بخليفة عشق قبلك قط فاستوفى من معشوقه حقه ولكني لا أرى لي نظيرا في طاعتك فقال الواثق لله در ابن الأحنف حيث يقول .
( أمَا تَحْسَبِيني أرى العاشقينَ ... بلَى ثم لستُ أرى لي نظيرا ) .
( لعلَّ الذي بيديه الأمورُ ... سيَجعل في الكُرْه خيراً كثيرا ) .
الزبير بن بكار يقول ابن الأحنف أشعر الناس .
حدثني الصولي قال حدثني المغيرة بن محمد المهلبي قال سمعت الزبير يقول ابن الأحنف أشعر الناس في قوله .
( تَعْتَلّ بالشُّغْلِ عنَّا ما تكلِّمنا ... الشغلُ للقلب ليس الشغلُ للبَدَنِ ) .
ويقول لا أعلم شيئا من أمور الدنيا خيرها وشرها إلا وهو يصلح أن يتمثل فيه بهذا النصف الأخير .
حدثني الصولي قال حدثني محمد بن سعيد عن حماد بن إسحاق قال كان أبي يقول لقد ظرف ابن الأحنف في قوله يصف طول عهده بالنوم .
( قِفَا خَبِّراني أيُّها الرجلانِ ... عن النوم إنّ الهجرَ عنه نَهاني ) .
( وكيف يكون النومُ أم كيف طَعْمُه ... صِفَا النَّومَ لي إن كنتما تَصِفَانِ ) .
قال على قلة إعجابه بمثل هذه الأشعار .
حدثني الصولي قال حدثني ميمون بن هارون بن مخلد قال حدثنا أحمد بن إبراهيم قال رأيت سلمة بن عاصم ومعه شعر العباس بن الأحنف