أخبرنا الحسين بن يحيى قال حدثنا الزبير والمدائني أن سلامة كانت لسهيل بن عبد الرحمن بن عوف فاشتراها يزيد بن عبد الملك وكانت مغنية حاذقة جميلة ظريفة تقول الشعر فما رأيت خصالاً أربعاً اجتمعن امرأة مثلها حسن وجهها وحسن غنائها وحسن شعرها قال والشعر الذي كانت تغني به .
( لا تَلُمْنا إن خَشَعْنا ... أو هَمَمْنا بخُشوعِ ) .
( لِلَّذي حَلَّ بنا اليومَ ... من الأمر الفظيعِ ) .
وذكر باقي الأبيات مثل ما ذكره غيره .
قال إسحاق وحدثني الجمحي قال حدثنا من رأى سلامة تندب يزيد بن عبد الملك بمرثية رثته بها فما سمع السامعون بشيء أحسن من ذلك ولا أشجى ولقد أبكت العيون وأحرقت القلوب وأفتنت الأسماع وهي .
( يا صاحبَ القبرِ الغريبِ ... بالشام في طَرَفِ الكثيبِ ) .
( بالشام بين صفائحٍ ... صُمٍّ تُرَصَّفُ بالجَبُوبِ ) .
( لمَّا سمعتُ أنينَه ... وبكاءه عند المَغِيبِ ) .
( أقبلتُ أطلُبُ طِبَّه ... والداءُ يُعْضِلُ بالطبيب ) .
الشعر لرجل من العرب كان خرج بابن له من الحجاز إلى الشام بسبب امرأة هويها وخاف أن يفسد بحبها فلما فقدها مرض بالشام وضني فمات ودفن بها كذا ذكر ابن الكلبي وخبره يكتب عقب أخبار سلامة القس والغناء لسلامة ثقيل أول بالوسطى عن حبش وفيه لحكم رمل مطلق في مجرى البنصر