ليقضي حقه ثم جزاه خيراً على ما فعل من إخراج أهل الغناء والزنا وقال أرجو ألا تكون عملت عملاً هو خير لك من ذلك قال عثمان قد فعلت ذلك وأشار به على أصحابك فقال قد أصبت ولكن ما تقول أمتع الله بك في امرأة كانت هذه صناعتها وكانت تكره على ذلك ثم تركته وأقبلت على الصلاة والصيام والخير وأتى رسولها إليك تقول اتوجه إليك وأعوذ بك أن تخرجني من جوار رسول الله ومسجده قال فإني أدعها لك ولكلامك قال ابن أبي عتيق لا يدعك الناس ولكن تأتيك وتسمع من كلامها وتنظر إليها فإن رأيت أن مثلها ينبغي أن يترك تركتها قال نعم فجاءه بها وقال لها اجعلي معك سبحة وتخشعي ففعلت فلما دخلت على عثمان حدثته وإذا هي من أعلم الناس بالناس وأعجب بها وحدثته عن آبائه وأمورهم ففكه لذلك فقال لها ابن أبي عتيق اقرئي للأمير فقرأت له فقال لها احدي له ففعلت فكثر تعجبه فقال كيف لو سمعتها في صناعتها فلم يزل ينزله شيئاً شيئاً حتى أمرها بالغناء فقال لها ابن أبي عتيق غني فغنت .
( سَدَدْنَ خَصَاصَ الخَيْمِ لمَّا دخَلْنَهُ ... بكلّ لَبَانٍ واضحٍ وجبينِ ) .
فغنته فقام عثمان من مجلسه فقعد بين يديها ثم قال لا والله ما مثل هذه تخرج قال ابن أبي عتيق لا يدعك الناس يقولون أقر سلامة وأخرج غيرها قال فدعوهم جميعاً فتركوهم جميعاً .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثنا عبد الله بن أبي فروة قال .
قدمت رسل يزيد بن عبد الملك المدينة فاشتروا سلامة المغنية من آل