فقال أيها الأمير هذا أيمن بن خريم الأسدي بالباب فقال ائذن له فدخل فاطمأن فقال له الأمير يا أيمن بن خريم كم ترى ثمن هذا العبد فنظر إلي فقال والله لنعم الغادي في أثر المخاض هذا أيها الأمير أرى ثمنه مائة دينار قال فإنَّ له شعرا وفصحاحة فقال لي أيمن أتقول الشعر قلت نعم قال قيمته ثلاثون دينارا قال يا أيمن أرفعه وتخفضه أنت قال لكونه أحمق أيها الأمير ما لهذا وللشعر أمثل هذا يقول الشعر أو يحسن شعراً فقال أنشده يا نصيب فأنشدته فقال له عبد العزيز كيف تسمع يا أيمن قال شعر أسود هو أشعر أهل جلدته قال هو والله أشعر منك قال أمني أيها الأمير قال إي والله منك قال والله أيها الأمير إنك لملول طرف قال كذبت والله ما أنا كذلك ولو كنت كذلك ما صبرت عليك تنازعني التحية وتؤاكلني الطعام وتتكىء على وسائدي وفرشي وبك ما بك يعني وضحا كان بأيمن قال ائذن لي أن أخرج إلى بشر بالعراق واحملني على البريد قال قد أذنت لك وأمر به فحمل على البريد قال قد أذنت له وأمر به فحمل على البريد إلى بشر فقال أيمن بن خريم .
( ركبتُ من المُقَطَّمِ في جُمَادَى ... إلى بِشْرِ بنِ مَرْوان البَرِيدَا ) .
( ولو أعطاكَ بِشْرٌ أَلْفَ أَلْفٍ ... رَأَى حَقّاً عليه أن يَزِيدَا ) .
( أميرَ المؤمنين أَقِمْ بِبشْرٍ ... عَمُودَ الحق إنّ له عَمُودَا )