ما أعطي السائلين قلت نعم أنت حدثتنيه عن منصور عن مالك بن الحارث قال فهذا تفسير ذلك ثم قال أما علمت ما قال أمية بن الصلت حين خرج إلى ابن جدعان يطلب نائله وفضله قلت لا أدري قال قال .
( أأذكُر حاجتي أم قد كَفَانِي ... حياؤك إنّ شيمتَك الحياءُ ) .
( إذا أَثْنَى عليك المرءُ يوماً ... كفاه من تعرُّضه الثناءُ ) .
ثم قال سفيان فهذا مخلوق ينسب إلى الجود فقيل له يكفينا من مسألتك أن نثني عليك ونسكت حتى تأتي على حاجتنا فكيف بالخالق .
( أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثنا حميد بن حميد قال حدثني جبار بن جابر قال .
( دخل أمية بن أبي الصلت على عبد الله بن جدعان وهو يجود بنفسه فقال له أمية كيف تجدك أبا قال زهير إني لمدابر أي ذاهب فقال أمية .
( علِمَ ابن جُدْعانَ بن عمروٍ ... أنَّه يوماً مُدَابِرْ ) .
( ومسافرٌ سفراً بعيداً ... لا يؤوب به المُسافِر ) .
( فقُدُورُه بفنائه ... للضيف مُتْرَعَةٌ زَوَاخِرْ ) .
( تبدو الكسورُ من انْضِراجِ ... الغَلْي فيها والكَرَاكِرْ ) .
( فكأنهنّ بما حَمِينَ ... وما شُحِنَّ بها ضَرَائر ) .
( بَذَّ المَعَاشِرَ كلَّها ... بالفضل قد علِم المَعاشِرْ ) .
( وعلا عُلُوَّ الشمس حتَّى ... ما يُفَاخرُه مُفَاخِرْ )